قيس ( مجنون ليلى)
صفحة 1 من اصل 1
قيس ( مجنون ليلى)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيس بن الملوح العامرى (مجنون ليلى ) و ليلى بنت مهدى العامرية
كلاهما أولاد عم ينتميان الى قبيلة بنى حريش و هى فخذ من بنى عامر التى
كانت منازلهم في أقصى شمال الصحراء الغربية (بعد وادى القرى الذى فيه بنو عذره ) .و تدور أحداثها فى عصر الدولة الأموية .
كان قيس أحسن فتيان عشيرته نسبا و ثراءا و كان أجمل أخوته و أظرفهم و
أدراهم بشعر العرب .
أما ليلى فكانت من أجمل النساء و أحسنهم جسما و عقلا و أدبا أو كما يقول
قيس :
بيضاء باكرها النعيم كأنها............... قمر توسط جنح ليل أسود.
موسومة بالحسن ذات حواسد.................... أن الحسان مظنة للحسد .
و ترى مدامعها ترقرق مقلة ..... سوداء ترغب فى سواد سواد الأثمد
ضوء إذا كثر الكلام تعوذت......... بحمى الحياء..وإن تكلم تقصد ..
كان اول لقاء بينهما ? هما صبيان يرعيان الإبل فبدأ الحب بينهما صغارا
تعلقت ليلى وهى ذات ذؤابة.........
صغيرين نرعى البهم يا ليت اننا ....... الى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم .
و كان بين أهله و أهلها عداوة لكنهما رفضا ان تكون لهذه العداوة أثرا على
حبهما ........
يقولون ليلى أهل بيت عداوة .... بنفسى ليلى من عدو و ماليا .
و لو كان ليلى فى ليلى شذا من خصومة...... للويت أعناق المطى الملاويا.
و ترد ليلى :
كلانا مظهر للناس بغضا ........ و كل عند صاحبه مكين .
تبلغنا العيون بما أرادنا ...... فى القلبين ثم هوى دفين
و يسمع قيس البيتين فيغمي عليه و يعرف القوم بما بينهما فيضرب الأهل حولهما
حصارا حتى لا يتقابلا حولها حصارا حتى لا يتقابلا ? لكنهما لا يستطيعا ان يتحكما فى اشواقهما فيتقابلا وينشد قيس :
نهاري نهار الناس حتى اذا بدا ..... لى الليل هزتنى اليك المضاجع .
اقضى نهارى بالحديث و بالمنى ....... و يجمعنى و الهم بالليل جامع .
لقد ثبتت فى القلب منك محبة ....... كما ثبتت فى الراحتين الأصابع .
و انت التى صيرت جسمى زجاجة ......... تنم على ما تحتويه الأضالع.
و يشب الصغيرين و يكبرا و ينمو معهما الحب و يبدأ فصل جديد من العشق
والشعر فكان العاشقان يواصلا حياتهما فى الخفاء الا ان اشعار قيس كانت تفضحه فكانت تطير هنا و هناك فكانت لديه اجمل النساء :
اخذت محاسن كل ما........ ضنت محاسنه بحسنه
كاد الغزال يكونها ......... لولا الشوى ونشوز قرنه.
اما حبه لها فيفوق ما يمكن ان تتخيله:
فحبك انسانى الشراب و برده....... و حبك ابكانى بكل مكان.
كما يقول :
أحبك يا ليلى محبة عاشق ........ عليه جميع المصعبات تهون.
احبك حبا لو تحبين مثله ......... أصابك من وجد على جنون.
ألا فارحمى صبا كئيبا معذبا ...... حريق الحشا مضنى الفؤاد حزين.
قتيل من الأشواق أما نهاره ............ فباك و اما ليله فأنين .
وبلغت حالة قيس الجنون فاختلط الإيمان بالوثنية و النهار بالليل و الصعب
بالسهل ........
لقد نسى كل شيء حتى نفسه الا حبه لليلى....
وتحول الشاب الذى كان يزهو بقوته الى شبح هزيل يجوب الصحراء بمرض و عله و يرددأروع أبيات الشعر عن حبه لليلى.....
متى يشتفى منك الفؤاد المعذب..... و سهم المنايا من وصالك أقرب.
فبعد وجد واشتياق و رجفة............. فلا انت تدنينى و لا انت اقرب.
كعصفورة فى كف طفل يزمها.... تذوق حياض الموت و الطفل يلعب.
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها................ ولا الطير ذو ريش فيذهب.
و لو كان لى قلبان عشت بواحد..... و أفردت قلبا فى هواك يعذب.
و لى ألف وجه قد عرفت طريقه.... و لكن بلا قلب .. إلى اين يذهب؟
و يمرض قيس فيقولون أهله له : نزوجك الأفضل منها و لكنه يأبى فيذهب أبوه الى ابى ليلى و معه رجال العشيره يناشدوه : ان قيس مشرف على الموت و الجنون و انك لتفجعنا به وان ابنتك ليست بأشرف منه ولا لك مثل ما لنا و قد حكمناك فى المهر ، فيلأبى أبو ليلى و يحلف بالله و بطلاق أمها الا يزوجه بها أبدا و لا يفضح نفسه و يأتى بما لم يأتى به أحد من العرب
و لم يجد قيس مأوى لجنونه سوى جبل التوباد و يعيش فيه زمنا يتذكر الماضى الذى لا يجد غيره و يقلق أهله عليه فراحو يبحثون عنه حتى أعادوه فى غير و عيه ، و تذهب أم قيس الى ليلى تطلب منها الحضور لبرهه عله يرجع الى عقله ، و تحضر ليلى و ترثى لحاله :
أخبرت انك من اجلى جننت و قد...... فارقت اهلك لم تعقل و لم تفق.
و بفق قيس فيكف عن الهذيان و ينشد :
قالت : جننت على رأسى فقلت لها .......الحب أعظم ما بالمجانين.
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه .....و إنما يصرع المجنون فى الحين.
لو تعلمين اذا ما غبت من سقمى ..و كيف تسهر عينى لم تلو مينى.
فبكت ليلى لحبيبها و تحدثا حتى كاد الصباح يسفر ، ثم و دعته و انصرفت و كانت هذه الليله آخر عهده بها .
سئل قيس يوما : ما أعجبك فى ليلى حتى تملك عليك عقلك وقلبك و حياتك ؟ فيرد : كل شيء رأيته و شاهدته و سمعته منها أعجبنى ، و الله ما رأيت شيئا منها قط إلا كان فى عينى حسنا ، و لقد جهدت أن يقبح منها عندى شيئا أو يعاب شيء ، لأسلو عنها فلم أجد.
انى لمجنون بليلى موكل ........ و لست عزوفا عن هواها و لا جلدا.
و اذا ذكرت ليلى بكيت صبابة ..... لتذكارها حتى يبل البكا الخدا.
فيا رب ان لم تقسم الحب بيننا... سواءين فاجعلنى على حبها جلدا .
و لا يجدقيس فائده الا ان يخرج مرة أخرى الى جبل التوباد ، ويهم يوما أن يلقى نفسه من أعلى الجبل لولا ان لحق به جماعة من أصحابه ، إنه يريد أن يلقى بنفسه مع ريح نجد حيث تذهب به الى ليلى كما قال.
و يزداد غرق قيس فى بحر حب ليلى و يصبح هو عالمه الوحيد ، يهيم فى الصحراء ، يعيش مع الوحوش ، و الطيور ، و كلما رأى شيئا ينتمى الى نجد يشتعل الشوق فى قلبه.
و يضيق أبى ليلى بالمجنون وأهله فيشكو قيس الى السلطان فيهدر دمه و لكن قيس لا يبالى بالموت و يقول : الموت أروح لي......
و يرتحل أهل ليلى من الحى و يبعدون و يعرف قيس فيلصق صدره بمنزل ليلى و يمرغ خده فى ترابه....
و تدخل قصة المجنون منعطفا جديدا و خطيرا حينما خطبت ليلى الى واحد من اهلها -من بنى ثقيف -يدعى (وردا) أعجب بجمالها و طلب يدها..
ألا ان ليلى العامرية اصبحت تقطع الا من ثقيف حبالها.
همو حبسوها محبس البدن و ابتغى بها المال أقوام الا قل مالها.
و يخاف اهل قيس عليه فحبسوه ، وقيدوه ، ز هام قيس مرة أخرى فى البرية يعيش مع الوحوش يذهب أهله كل يوم بطعامه فلا يأكل و ينصح الناس والد المجنون بأن يحج بقيس عله يشفى و بالفعل يأخذه والده الى الكعبه و يقول له أبوه: تعلق بأستار الكعبهو اسأل الله أن يعافيك من حب ليلىو يرد قيس:
اللهم زدنى لليلى حبا.. وبها كلفا..ولاتنسنى ذكرها أبدا.....
و يقابل قيس زوج ليلى مع الحجاج فيسأله:
بربك هل ضممت ليلى ............ قبيل الصبح أو قبلت فاها.
و هل رفت عليك قرون ليلى ..... رفيف الأقحوانة فى نداها.
و يرد زوج ليلى: ألا اذا حلفتنى .. فنعم
فقبض قيس بكلتا يديه قبضتين من الجمر فما فارقهما حتى سقط مغشيا عليه و سقط الجمر مع لحم راحتيه فقام زوج ليلى
منصرفا و هو مغموما متعجبا من حاله.
و جن المسكين فقال قولته التى فقد من اجلها عقله:
قضاها لغيرى و ابتلانى بحبها....فهلا بشيء غي ليلى ابتلانيا .
فكان هذا البيت اعتراض منه على قضاء الله و سمع بالليل نداء فيه :انت المنسخط على قضاء الله المعترض على أحكامه..."
و رحلت ليلى و زوجها الى بلاد الزوج و مره أخرى يهرب قيس الى الصحراء يهم فها يذهب اليه اهله كل يوم بطعامه وضع حيث يراه، حتى اذل عادوا الى الحى جاء فأكل من الطعام و لحق به شيخ يريد التحدث معه و الأخذ من شعره فلما رآه قيس و لى و هو يتغنى:
و انى لمفن دمع عينى بالبكا......... حذارا لما كان أو هو كائن .
و ما كنت خشى ان تكون منيتى .....بكفيك الا ان ما حان حائن.
و عاد الشيخ فى اليوم التالى و لم يجده ،و جاءت إمرأه كانت تضع له الطعام فوضعته الى جانب طعام الأمس و فى اليوم الثالث خرج أهله يبحثون عنه فلم يجدوهالا فى اليوم الرابع فى واد كثير الحجاره و هو ميت بين تلك الحجاره فحملوه و غسلوه و كفنوه و دفنوه و اجتمع فتيان و فتيات الحى ،و لم تبق فتاه من بنى جعده و لا بنى حريش الا خرجت صارخه تندبه و يبكى فتيان الحى عليه أحر البكاء و أشد النشيج .
وحضر أهل ليلي معزيين و يتقدمهم أبوها فكان أشد القوم جزعا و بكاءا عليه و يقول : ما علمنا أن الأمر يبلغ كل هذا و لكنى إمرؤ عربى أخاف العار و قبح الأحدوثه ما يخافه مثلى فزوجتها و خرجت من يدى و لو علمت أن أمرهيجرى على هذا ما أخرجتهاعن يده و لا احتملت ما كان ذلك.
و كان يوما لم يشهد العربمثله بكاءا على ميت
وكانت النهايه.....نهاية عاشق...... عشق حتى الجنون.............. سجلها التاريخ نموذجا للصدق و الوفاء النادر.........
القصة هذي من اجمل القصص التي قراتها فى حياتى و هي اجمل قصة حب قراتها حتى ابكتني من حزنها المؤلم
مع تحياتي اسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيس بن الملوح العامرى (مجنون ليلى ) و ليلى بنت مهدى العامرية
كلاهما أولاد عم ينتميان الى قبيلة بنى حريش و هى فخذ من بنى عامر التى
كانت منازلهم في أقصى شمال الصحراء الغربية (بعد وادى القرى الذى فيه بنو عذره ) .و تدور أحداثها فى عصر الدولة الأموية .
كان قيس أحسن فتيان عشيرته نسبا و ثراءا و كان أجمل أخوته و أظرفهم و
أدراهم بشعر العرب .
أما ليلى فكانت من أجمل النساء و أحسنهم جسما و عقلا و أدبا أو كما يقول
قيس :
بيضاء باكرها النعيم كأنها............... قمر توسط جنح ليل أسود.
موسومة بالحسن ذات حواسد.................... أن الحسان مظنة للحسد .
و ترى مدامعها ترقرق مقلة ..... سوداء ترغب فى سواد سواد الأثمد
ضوء إذا كثر الكلام تعوذت......... بحمى الحياء..وإن تكلم تقصد ..
كان اول لقاء بينهما ? هما صبيان يرعيان الإبل فبدأ الحب بينهما صغارا
تعلقت ليلى وهى ذات ذؤابة.........
صغيرين نرعى البهم يا ليت اننا ....... الى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم .
و كان بين أهله و أهلها عداوة لكنهما رفضا ان تكون لهذه العداوة أثرا على
حبهما ........
يقولون ليلى أهل بيت عداوة .... بنفسى ليلى من عدو و ماليا .
و لو كان ليلى فى ليلى شذا من خصومة...... للويت أعناق المطى الملاويا.
و ترد ليلى :
كلانا مظهر للناس بغضا ........ و كل عند صاحبه مكين .
تبلغنا العيون بما أرادنا ...... فى القلبين ثم هوى دفين
و يسمع قيس البيتين فيغمي عليه و يعرف القوم بما بينهما فيضرب الأهل حولهما
حصارا حتى لا يتقابلا حولها حصارا حتى لا يتقابلا ? لكنهما لا يستطيعا ان يتحكما فى اشواقهما فيتقابلا وينشد قيس :
نهاري نهار الناس حتى اذا بدا ..... لى الليل هزتنى اليك المضاجع .
اقضى نهارى بالحديث و بالمنى ....... و يجمعنى و الهم بالليل جامع .
لقد ثبتت فى القلب منك محبة ....... كما ثبتت فى الراحتين الأصابع .
و انت التى صيرت جسمى زجاجة ......... تنم على ما تحتويه الأضالع.
و يشب الصغيرين و يكبرا و ينمو معهما الحب و يبدأ فصل جديد من العشق
والشعر فكان العاشقان يواصلا حياتهما فى الخفاء الا ان اشعار قيس كانت تفضحه فكانت تطير هنا و هناك فكانت لديه اجمل النساء :
اخذت محاسن كل ما........ ضنت محاسنه بحسنه
كاد الغزال يكونها ......... لولا الشوى ونشوز قرنه.
اما حبه لها فيفوق ما يمكن ان تتخيله:
فحبك انسانى الشراب و برده....... و حبك ابكانى بكل مكان.
كما يقول :
أحبك يا ليلى محبة عاشق ........ عليه جميع المصعبات تهون.
احبك حبا لو تحبين مثله ......... أصابك من وجد على جنون.
ألا فارحمى صبا كئيبا معذبا ...... حريق الحشا مضنى الفؤاد حزين.
قتيل من الأشواق أما نهاره ............ فباك و اما ليله فأنين .
وبلغت حالة قيس الجنون فاختلط الإيمان بالوثنية و النهار بالليل و الصعب
بالسهل ........
لقد نسى كل شيء حتى نفسه الا حبه لليلى....
وتحول الشاب الذى كان يزهو بقوته الى شبح هزيل يجوب الصحراء بمرض و عله و يرددأروع أبيات الشعر عن حبه لليلى.....
متى يشتفى منك الفؤاد المعذب..... و سهم المنايا من وصالك أقرب.
فبعد وجد واشتياق و رجفة............. فلا انت تدنينى و لا انت اقرب.
كعصفورة فى كف طفل يزمها.... تذوق حياض الموت و الطفل يلعب.
فلا الطفل ذو عقل يرق لما بها................ ولا الطير ذو ريش فيذهب.
و لو كان لى قلبان عشت بواحد..... و أفردت قلبا فى هواك يعذب.
و لى ألف وجه قد عرفت طريقه.... و لكن بلا قلب .. إلى اين يذهب؟
و يمرض قيس فيقولون أهله له : نزوجك الأفضل منها و لكنه يأبى فيذهب أبوه الى ابى ليلى و معه رجال العشيره يناشدوه : ان قيس مشرف على الموت و الجنون و انك لتفجعنا به وان ابنتك ليست بأشرف منه ولا لك مثل ما لنا و قد حكمناك فى المهر ، فيلأبى أبو ليلى و يحلف بالله و بطلاق أمها الا يزوجه بها أبدا و لا يفضح نفسه و يأتى بما لم يأتى به أحد من العرب
و لم يجد قيس مأوى لجنونه سوى جبل التوباد و يعيش فيه زمنا يتذكر الماضى الذى لا يجد غيره و يقلق أهله عليه فراحو يبحثون عنه حتى أعادوه فى غير و عيه ، و تذهب أم قيس الى ليلى تطلب منها الحضور لبرهه عله يرجع الى عقله ، و تحضر ليلى و ترثى لحاله :
أخبرت انك من اجلى جننت و قد...... فارقت اهلك لم تعقل و لم تفق.
و بفق قيس فيكف عن الهذيان و ينشد :
قالت : جننت على رأسى فقلت لها .......الحب أعظم ما بالمجانين.
الحب ليس يفيق الدهر صاحبه .....و إنما يصرع المجنون فى الحين.
لو تعلمين اذا ما غبت من سقمى ..و كيف تسهر عينى لم تلو مينى.
فبكت ليلى لحبيبها و تحدثا حتى كاد الصباح يسفر ، ثم و دعته و انصرفت و كانت هذه الليله آخر عهده بها .
سئل قيس يوما : ما أعجبك فى ليلى حتى تملك عليك عقلك وقلبك و حياتك ؟ فيرد : كل شيء رأيته و شاهدته و سمعته منها أعجبنى ، و الله ما رأيت شيئا منها قط إلا كان فى عينى حسنا ، و لقد جهدت أن يقبح منها عندى شيئا أو يعاب شيء ، لأسلو عنها فلم أجد.
انى لمجنون بليلى موكل ........ و لست عزوفا عن هواها و لا جلدا.
و اذا ذكرت ليلى بكيت صبابة ..... لتذكارها حتى يبل البكا الخدا.
فيا رب ان لم تقسم الحب بيننا... سواءين فاجعلنى على حبها جلدا .
و لا يجدقيس فائده الا ان يخرج مرة أخرى الى جبل التوباد ، ويهم يوما أن يلقى نفسه من أعلى الجبل لولا ان لحق به جماعة من أصحابه ، إنه يريد أن يلقى بنفسه مع ريح نجد حيث تذهب به الى ليلى كما قال.
و يزداد غرق قيس فى بحر حب ليلى و يصبح هو عالمه الوحيد ، يهيم فى الصحراء ، يعيش مع الوحوش ، و الطيور ، و كلما رأى شيئا ينتمى الى نجد يشتعل الشوق فى قلبه.
و يضيق أبى ليلى بالمجنون وأهله فيشكو قيس الى السلطان فيهدر دمه و لكن قيس لا يبالى بالموت و يقول : الموت أروح لي......
و يرتحل أهل ليلى من الحى و يبعدون و يعرف قيس فيلصق صدره بمنزل ليلى و يمرغ خده فى ترابه....
و تدخل قصة المجنون منعطفا جديدا و خطيرا حينما خطبت ليلى الى واحد من اهلها -من بنى ثقيف -يدعى (وردا) أعجب بجمالها و طلب يدها..
ألا ان ليلى العامرية اصبحت تقطع الا من ثقيف حبالها.
همو حبسوها محبس البدن و ابتغى بها المال أقوام الا قل مالها.
و يخاف اهل قيس عليه فحبسوه ، وقيدوه ، ز هام قيس مرة أخرى فى البرية يعيش مع الوحوش يذهب أهله كل يوم بطعامه فلا يأكل و ينصح الناس والد المجنون بأن يحج بقيس عله يشفى و بالفعل يأخذه والده الى الكعبه و يقول له أبوه: تعلق بأستار الكعبهو اسأل الله أن يعافيك من حب ليلىو يرد قيس:
اللهم زدنى لليلى حبا.. وبها كلفا..ولاتنسنى ذكرها أبدا.....
و يقابل قيس زوج ليلى مع الحجاج فيسأله:
بربك هل ضممت ليلى ............ قبيل الصبح أو قبلت فاها.
و هل رفت عليك قرون ليلى ..... رفيف الأقحوانة فى نداها.
و يرد زوج ليلى: ألا اذا حلفتنى .. فنعم
فقبض قيس بكلتا يديه قبضتين من الجمر فما فارقهما حتى سقط مغشيا عليه و سقط الجمر مع لحم راحتيه فقام زوج ليلى
منصرفا و هو مغموما متعجبا من حاله.
و جن المسكين فقال قولته التى فقد من اجلها عقله:
قضاها لغيرى و ابتلانى بحبها....فهلا بشيء غي ليلى ابتلانيا .
فكان هذا البيت اعتراض منه على قضاء الله و سمع بالليل نداء فيه :انت المنسخط على قضاء الله المعترض على أحكامه..."
و رحلت ليلى و زوجها الى بلاد الزوج و مره أخرى يهرب قيس الى الصحراء يهم فها يذهب اليه اهله كل يوم بطعامه وضع حيث يراه، حتى اذل عادوا الى الحى جاء فأكل من الطعام و لحق به شيخ يريد التحدث معه و الأخذ من شعره فلما رآه قيس و لى و هو يتغنى:
و انى لمفن دمع عينى بالبكا......... حذارا لما كان أو هو كائن .
و ما كنت خشى ان تكون منيتى .....بكفيك الا ان ما حان حائن.
و عاد الشيخ فى اليوم التالى و لم يجده ،و جاءت إمرأه كانت تضع له الطعام فوضعته الى جانب طعام الأمس و فى اليوم الثالث خرج أهله يبحثون عنه فلم يجدوهالا فى اليوم الرابع فى واد كثير الحجاره و هو ميت بين تلك الحجاره فحملوه و غسلوه و كفنوه و دفنوه و اجتمع فتيان و فتيات الحى ،و لم تبق فتاه من بنى جعده و لا بنى حريش الا خرجت صارخه تندبه و يبكى فتيان الحى عليه أحر البكاء و أشد النشيج .
وحضر أهل ليلي معزيين و يتقدمهم أبوها فكان أشد القوم جزعا و بكاءا عليه و يقول : ما علمنا أن الأمر يبلغ كل هذا و لكنى إمرؤ عربى أخاف العار و قبح الأحدوثه ما يخافه مثلى فزوجتها و خرجت من يدى و لو علمت أن أمرهيجرى على هذا ما أخرجتهاعن يده و لا احتملت ما كان ذلك.
و كان يوما لم يشهد العربمثله بكاءا على ميت
وكانت النهايه.....نهاية عاشق...... عشق حتى الجنون.............. سجلها التاريخ نموذجا للصدق و الوفاء النادر.........
القصة هذي من اجمل القصص التي قراتها فى حياتى و هي اجمل قصة حب قراتها حتى ابكتني من حزنها المؤلم
مع تحياتي اسير
اسير الفراق- عـضـو نـشـيـط
- عدد المساهمات : 16
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى